تعتمد فكرة العمل الجماعي حول مبدأ المشاركة بين ألافراد، وذلك عن طريق تأسيس فريق عمل يتكون من شخصين أو أكثر يسعون لتحقيق هدف واحد مشترك، ويتبادلون المهارات والخبرات للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة، وحل المشكلات المختلفة التي قد تواجه مسار العمل، ويتم توزيع المهام المختلفة بحيث يقوم كل فرد من افراد الفريق بإنجاز مهمة أو جزء من العمل لإتمامه بأسرع وقت وأفضل جودة ممكنة، ويتم غالبًا تعيين شخص يشرف على الفريق ويوجه أعضائه ويوزع المهام ويقيّم النتائج، ويحدد مقومات فريق العمل الناجح ويطبقها، ويطلق على هذا الشخص " قائد الفريق " Team Leader
مقومات فريق العمل الناجح
مقومات فريق العمل الناجح كثيرة ومتعددة، وتعد ضرورية للحصول على أفضل النتائج وإنجاز العمل بالشكل المطلوب، ويمكن تعزيز العمل الجماعي وتحسين الأداء من خلال القيام بتدريب أعضاء الفريق بشكل فردى أو جماعى، ومن أهم مقومات فريق العمل الناجح ما يأتي:
أن تكون الأهداف واضحة:
من شروط تحقيق الهدف أن يكون مفهوم ويمكن تحقيقه ويتم ذلك من خلال توزيه المهام وإعطاء هدف واضح للفريق بشكل عام ولكل فرد بشكل محدد، وإرشاد الفريق لتحديد كيفية تحقيق هذا الهدف وغالبًا ما يتم تحديد هذا الهدف عن طريق الإدارة عند تشكيل الفريق.
أن تكون المسؤوليات محددة:
وتعني أن يكون كل عضو من أعضاء الفريق على دراية بما هو متوقع منه داخل الفريق، بحيث تكون الأدوار واضحة لأعضاء الفريق، ويستطيع كل عضو القيام بدوره لإنجاز العمل بفعالية، ولا يشعر أحد بأنه يتحمل العبء الأكبر من العمل، مما يقوض فكرة العمل الجماعي.
حسن إختيار اعضاء فريق العمل:
يكون الفريق فعالًا عندما يكون لدى كل فرد المهارات والمعرفة اللازمة لإتمام العمل، ويعد التعاون في مرحلة مبكرة من إنشاء الفريق، ضروريًا لتحديد مهارات وكفاءة كل فرد وتحديد المهمة التي تناسبه.
إجراءات عمل منطقية:
فريق العمل الناجح يحتاج إلى مجموعة من القواعد للعمل بفعالية، وذلك من خلال إجراءات مثل التخطيط المسبق، وتنظيم الاجتماعات واتخاذ القرارات اللازمة وتوزيع المهام وتقييم الإنجازات، ويساعد وضع الإجراءات والالتزام بها على الشعور بالراحة في جو العمل.
العلاقات الشخصية:
ويقوم على مبدأ التنوع في أعضاء الفريق بحيث يدعم كل فرد من الفريق العمل الجماعي بمجموعته الخاصة من القيم والمعارف.
العلاقات الخارجية:
كي يستطيع إى فريق عمل إتمام مهمته بنجاح، لا يمكنه العمل بمعزل عن الفرق الأخرى في المؤسسة، تحتاج الفرق لإنشاء خطوط اتصال مع الأشخاص الذين يتحكمون في الموارد المهمة داخل المؤسسة، والحصول على مساعدتهم لتحسين كفاءة العمل.
مشاركة النجاح والفشل:
وذلك بأن يكون فريق العمل على استعداد لتقبل الانتقاد كما يتقبلون ألاستحسان والتقدير لجهودهم والاعتراف بجهود الآخرين وتقديرها، وبالمثل يجب أن تكون المنظمة على استعداد لمكافأة الفريق لإنجاز العمل بنجاح وتحميل الأعضاء جميعًا مسؤولية الفشل وليس شخص بعينه.
إن تحقيق مقومات فريق العمل الناجح يؤدي إلى نتائج إيجابية عديدة، تحسن من كفاءة العمل وتوفر الوقت والجهد على أعضاء الفريق وتعمل على تحفيزهم ونشر الثقة بينهم، ومن أبرز هذه الآثار الإيجابية ما يأتي:
حل المشكلات:
إن تعدد الأشخاص في فريق العمل يؤدي إلى وجود وجهات نظر وآراء متعددة ومختلفه، مما يساعد في توفير اقتراحات أكثر لحل المشاكل التي تواجه سير العمل، كما يؤدي حس المسؤولية لدى كل فرد إلى قرارات وأداء أفضل في العمل من خلال التعاون والتنسيق المشترك لحل هذه المشاكل.
المنافسة الشريفة أو الصحية:
تعمل المنافسة الصحية بين أعضاء الفريق على تحفيز الأفراد للقيام بكلٌ المهام الموكلة إليهم بأفضل صورة وبأكبر كفاءة ممكنة من أجل التحفيز داخل الفريق، حيث إن وجود المساءلة على العمل الفردي، والمقارنة مع الآخرين، يزيد الطموح لدى الأفراد لأداء العمل بأفضل شكل.
تطوير العلاقات:
يؤدي العمل الجماعي إلى رفع مستوى الترابط بين أعضاء الفريق، مما يساعد على تجنب النزاعات غير الضرورية، وبناء ترابط قوي بين الأعضاء، يرفع درجة رضا الأعضاء عن فريقهم، مما ينعكس إيجابًا على العمل الجماعي والأداء.
- تحديد الهدف الذي يسعى الفريق لتحقيقه.
- تقييم أداء الفريق مقارنةً بالأهداف المطلوب تحقيقها بشكل مستمر.
- تأكيد ومناقشة القواعد والمبادئ التي يتبعها الفريق.
- تقييم التطورات التي حققها الفريق، وتحديد ومعالجة الأسباب التي قد تعيق من تطوره في المستقبل.
- توزيع المهام والواجبات على كل أفراد الفريق، وتعريف كل فرد بالدور الذي يجب عليه القيام به.
- تكوين الخطط اللازمة للقيام بتنفيذ المهام المطلوبة.
- تقييم قدرة الفريق على تنفيذ الخطط وتحقيقها.
- تسهيل إمكانية الحصول على المعلومات الرجعية اللازمة، سواء من العملاء أو الإدارة.
- حث الفريق على القيام بالأنشطة المختلفة خارج نطاق العمل بشكل تشاركي، كالمشاركة في جمع التبرعات الخيرية أو ممارسة هوايات معينة.
تقييم نجاح الفريق
يمكن لقائد الفريق التوصل إلى أن إذا كان الفريق يسير بشكل صحيح أم لا من خلال ملاحظة عدة أمور، ومنها:
- قيام جميع أفراد الفريق بالقيام بالمهام بشكل عادل ومتساوي.
- احترام جميع أفراد الفريق بعضهم البعض.
- تناسب طريقة قيادة الفريق مع الأهداف المطلوب تحقيقها.
- حل جميع المشكلات التي تواجه الفريق بطريقة ترضي جميع الأعضاء.
- إنجاز جميع المهام من قبل جميع أعضاء الفريق.
- تطور العلاقة بين أعضاء الفريق بشكل مستمر من خلال قيامهم بإنجاز المهام معاً.
يوجد العديد من النصائح الضرورية التي يجب على الفريق اتباعها من أجل زيادة قدرته على تحقيق الأهداف، ومنها:
- إدراك جميع أعضاء الفريق بالأهداف التي يسعى الفريق لتحقيقها والتزامهم بإنجازها، بحيث يكون لدى المؤسسة أو المنظمة رؤية واضحة لأهداف الفريق وكيفية عملها.
- ثقة جميع أعضاء الفريق ببعضهم البعض.
- تبادل الآراء بصدق وشفافية، وحث أعضاء الفريق على احترام آراء بعضهم البعض، والسماح لهم بالتعبير عن أفكارهم بحرية.
- تعزيز انتماء جميع أعضاء الفريق للمؤسسة وأهدافها.
- معاملة جميع أفراد الفريق بطريقة تعكس أهمية كل فرد على حدة، بحيث تتم معاملة كل فرد بطريقة تبين له أنه يمتلك مهارات لا يمتلكها أحد غيره وتشجيعه على الإبداع والابتكار، فهدف الفريق يتحقق بشكل أكبر كلما زادت اختلافات وجهات النظر.
- إجراء تقييم دوري لمعرفة كيفية سير العمل، وتحديد الأسباب التي قد تعيق من قدرته على تحقيق المهام. حث الفريق على تجنب الصراعات الشخصية والمشكلات، ومحاولة إيجاد الحلول بدلاً من ذلك.
- حث جميع أعضاء الفريق على اتخاذ القرارات معاً والالتزام بها.